تجميع كتابات شهر يونيو 2021..
بسَط يدي للراحلين.. وكلٌ حسب قبضته!
إلى أين يذهب المرء من أفكاره؟
وفي كل يوم تنسلخ أرواحنا،
وتنغرس فينا ندبة جديدة!
تلك الكفوف التي تقرحت..
ما أن داويناها... قامت بصفعنا!
ليلٌ حزين.. كـ شفق القمر..
حملتهُ عيناكِ!
نستحق أن نشعر بالضعف ولو لوهلةٍ،
دون خوفٍ من اِلتهام الآخرين لنّا..
نستحق أن يُعانقنا أحدهم،
دون أن نتفوّه بشيءٍ ما!
نستحق أن ننزع عنّا كل قناع،
يخفي احتياجاتنا الإنسانية
خوفًا من المظاهر.
نستحق أن نكون كما نحن.. و
ليس كما يريدون!
الإنسان منذ خُلِق يخفي عمرين.. بداخله!
كل الأشياء أصبحت لي؛ كهيئتها الأولى..
لا روح لها.. ولا معنى.. كالحياة تمامًا!
إن في قلبي شوكة مقدسة..
جعلته دائم التسبيح أمام هيكل ألمها!
قُلت لها بنبرة واهنة:
اِنتزعي مني كل شعورٍ كان مُغلَف بالحب..
وأعِيدي لي ذاتي القديمة.. قبلما أراكِ!
مشاعرك المقدسة لا تليق،
إلا بمن.. يخلع نعليّه في مِحرابِك!
كـجَمر النار كان قلبها.. يحرِق ويحترِق!
تلك الرسائل التي لم تصل..
كانت تحويها أصدق الكلمات!
شَعُرت بالسَّكِّينة بعد أن أفرغَت ألمها، الذي
تخفَى خلف كبرياء أنثى.
كان يتراقص الحُزن على شفتيها ضاحِكًا!
ذلك المساء يغتابنا ببطءٍ..
ولا تمر ساعاته إلا باِحتضار شيءٍ فينا!
لقد لفظنا العالم..
بِتنا منبوذين حتى عن أنفسنا..
يُداعبنا الدمع في كل ليلة؛
كما الباغيات!
فنكتم الشهق..
و
ننتشي في صمت؛ كي
لا يعلو صوت الأنين!
كُن لي وطَن.. فلم يَعد قلبي يتسِع للغُرباء!
كلٌ مِنّا له مذبحه الخاص ..
إما أن يتلو أمامه صلاة للشكر،
أو يُقيم عليه صلاة للموتى..
وفي الحالتين ..
لابد أن يكون هنالك
ذبيحة تُرفع ..
و
يا حبذا لو كنت أنت..
دون أن تدري!
قالت: أريدك هنا..
فـليتك بقيت.. كما بقت
روحي
عالِقة في..
ذكريات لقاءنا الأول!
تذكريني بقدر الحب.. الذي
صانكِ في عينيّ،
ولم يرى فيكِ سوى الطُهر!
اِرسل لي خطابًا..
تُخبِرني فيه بما لم تستطِع
البوح به..
و
لو كان عبارة عن ورقةٍ
فارِغة..
مُبللة بعِطرك!
أهدتني وردة وقالت لي:
- أتعلم! ليست كل الورود،
يتمكن منها الموت..
فسألتها:
- وماذا عنك؟
فقالت:
- كيف لنبتتي أن تموت؟
وأنت ساقيها!
ربما شخصان تتفقان روحهما كل الاِتفاق..
إلا أنهم لم يتقابلَ.. أو جائوا في أزمِنةٍ مختلفة..
فتركوا العالم.. و هُم وحيدين!
اِنقضت أعمارنا في البحث الدائم..
عن اللاشيء!
فمن تسببوا لك بجروحٍ لم تندمل،
دعوتهم يومًا ما.. بالأحِبة!
لم نكُن أبدًا الاِختيار الأول..
بل كانوا يأتون لنا مُنهكِين.. مُستهلكِين..
ثم يغادرون بعد التعافي.. ونمرض نحن!
كان كل شيء بداخلي.. يهوى.. ويتشيد..
يقوم.. ويتعثر..
ثم يعاود السقوط من جديد في تلك الفُوّهة،
التي لم أستطع النجاة منها داخل نفسي..
بينما أبدو ظاهريًا.. غير مُبالٍ..
غير مُبالٍ تمامًا..
إلا أنني لم أكُن أقوى على النهوض
من جديد!
في بداية الطريق كل شيء يبدو مُبهجًا.. لامعًا..
تود أن تتعمق في التفاصيل أكثر فأكثر..
فتركض خلف ظِلك حيث اللهفة، وظِل المصابيح التي كانت تُزيِن جنباته..
وما أن تبدأ في التعمُق وتخطو خطواتك نحو ذلك الهدف الذي جعلك تهرع إليه..
تبدأ الألوان في الشحوب، والنور يخفت في عينيك بضوءه..
حتى يصبح المشهد بأكمله ضبابي.. لا تقدر فيه حتى على رؤية قدميك..
لكنك لا تجروء على العودة إلى حيثما جِئت.. فتظل عالقًا أنذاك!
وتتوه أنت.. كما كنت سابقًا!
وكأنما تنساب روحنا على مهلٍ مُرهِق..
كما تنساب الحروف من دواخِلنا..
وربما هي أيضًا.. لن تعود!
دائمًا ما تجمعنا الأقدار،
بمن تبدو معهم نهاية الطريق ضبابية..
وكأنما غيمة الحُب،
تطغى على تفاصيل اللقاء الأخير!
فيبدو عالقًا في ذاكرتنا..
وربما نحن أيضًا.. نظل عالقين!
كانا صديقين تعاهدا على الصِدق معًا،
لكن كلاهما كان كاذبًا..
فيما غمرهم من حُبٍّ تِجاه بعضهم البعض!
وكأنكِ تحتضني بقايا جسدي المُتهالك،
ربما بلمسةٍ أو قُبلة شافيّة..
لكن الأكيد أن تلك البقايا لن تكتمل
إلا معكِ.. وإثرك باقٍ!
كم يخشى المرء السقوط..
ولكني أحببت سقوطي مِرارًا.. ومِرارًا..
بين ذراعيكِ.. حد الثمالة!
إلى اللامنتهى.. حيث العبث..
والسكون.. والمجون..
نحو الأبدية التي صنعناها معًا..
دون انتهاء!
لو لم نمتلك روحًا،
تتعلق بها الأحلام..
لعِشنا لحظاتنا الحاضرة..
دون خيبة أملٍ
مُنتظرة!
كانت ..
كالقمر في ليلة تمامه،
بزوغه مُنير..
و
كلما ساد حوله
الظلام..
يرتفع لأعلى،
ويزداد توهُّجه أكثر
فأكثر!
وكأنكِ الجزء المُتعافى
في جسدي،
الذي لم يبقَ فيه شيءٍ صالح..
وقد بُتِر!
سنواتٌ كثيرة قد مضيتها وحدي..
ومازلت أتعثر فيما حاولت النهوض منه،
مِرارًا وتكرارًا..
حتى اِختفى الرِفاق الذين اِحتفظت بصورتهم
داخل أروِقتي.. وبقت الذِكرى خالدة!
مخيفٌ هو القلب البشريّ..
يحمل التضاد في كل نبض،
ولا يُستأمن!
تقول لي.. أحبك.. وقُبلة..
فأرد عليها السلام.. بالضمة..
و
أنينٍ يسكُن بين الضلوع!
أنا الذي كان بلا مكان..
وكنت بين الأحِبة غريبًا!
كانت تزداد حلاوة
في حزنها..
وتتورّد بعد كل ليلةٍ،
كانت تشكو فيها من
نفسِها
إلى نفسِها..
بالبكاء!
قُبّل الوداع ..
مازال أثر لثمها عالِقًا على شفتايّ ..
ربما لأنها كانت خالية من
شهوة الجسد،
و إنما طغى عليها شهوة البقاء!
ترميم العلاقات القديمة.. أشبه بترقيع
الثوب الذي بلى..
فقط اتركها للعراء.. ولا تلتفت!
ما دُمت غريبًا في المدينة،
اِبكِ وحدك ما استطعت..
فما عاد أحدٌ يلتفِت إليك،
وسط الابتسامات العابرة!
ربما عليك أن تُعيدهم غُرباء.. مثلما كانوا!
كانت تُطحن عظامي؛ كما
البذور بين الرحايا..
فمتى سيحين دور أخر حبّةً منها؟
كي تكُف الرّحى عن الدوران..
و
لا أُرحى من جديد!
تُداعب قلبي بلُطفٍ، لم أرَ له شبيهًا
في أي امرأة.. إلاها..
على الرغم من أننا لم نلتقِ بعد!
فماذا سيكون أثرها عند اللقاء؟
رباه!!..
ما أدفء روحها،
التي جعلتنا على تواصلٍ..
رغم بُعد الأجساد!
دعنا نرقص رقصة الموت
الأخيرة..
ونسلِب من قبو الحب..
رشفات الحياة
الآخرى..
كي نُبعث من جديد..
#ريمون_سامري
فضلًا ممنوع الاقتباس بدون كتابة الهاشتاج
تعليقات
إرسال تعليق